مراحلُ حياة الأمام المهدي عليهِ السلام (البحث الثاني)
تنقسمُ حياةُ كلُ أمامٍ معصومٍ من أئمتنا (عليهم السلام)إلى قسمين رئيسيين
الأول:حياتهُ قبل تسلمهُ مهام الإمامة والزعامة .
الثاني:حياتهُ بعدَ تسلمهُ مهام الإمامة والزعامة.
وبناءً على هذا تنقسمُ حياةُ الأمامُ المهدي (ع)إلى أربع مراحل متمايزة
وهي:
المرحلةُ الأولى:حياتهُ في ظلِ أبيه أي من الولادةِ سنة 255 هجرية إلى شيوم استشهاد أبيه الأمام الحسن العسكري (ع)سنة 260 هجرية .
المرحلة الثانية:حياتهُ منذ شهادة أبيه سنة 260 هجرية حتى انتهاء الغيبة
الصغرى سنة 329 هجرية أي حوالي 69 عاماً.
المرحلة الثالثة:حياتهُ في الغيبةِ الكبرى والتي بدأت بعد وفاة السفير الرابع
علي بن محمد السمَرَي عام 329 هجرية وهي مستمرة حتى يوم ظهوره
على مسرح الأحداث السياسية والاجتماعية من جديد ليُغير موازين القوى
والنفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوذ.
المرحلة الرابعة:حياتهُ في مرحلةِ الظهور التي تبدأ بعد انتهاء الغيبة الكبرى وهو عهدُ الدولة العالمية المرتقبة.
وبعد هذه الفكرة الموجزة عن المراحل الأربعة سيكون محور حديثنا
المرحلةُ الثالثة والرابعة لارتباطها بواقعنا المعاصر وسنتكلم عن المرحلة
الأولى والثانية أن بقيت الحياة في ذكرى ولادتهُ الميمونة.
أما الغيبة الكبرى التي بدأت عام 329 هجرية أي بعد موت السفير الرابع
علي بن محمد السمَرَي حيث أعلن الأمام(ع) توقيعه إلى سفيرهِ قبل ستة
أيام من وفاتهِ يعلنُ فيهِ انتهاء الغيبة الصغرى وعهد السفراء وبدأ الغيبة الكبرى ونص التوقيع هو:
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
ياعليُ بن محمد السمَرَي أعظم الله أجر أخوانك فيك فإنك ميت مابينك
وبينَ ستةُ أيام فأجمع أمرُك ولا توصِ إلى أحدٍ فيقومَ مقامُك بعدَ
وفاتِك فقد وقعت الغيبةُ التامةُ .فلا ظهورَ إلا بإذن الله تعالى ذكره وذلك بعد طول الأمدِ وقسوةِ القلوب وسيأتي لشيعتي من يدعي المشاهدةَ ألا فمَن ادعى
المشاهدةَ قبلَ خروج السفياني والصيحة فهو كذابٌ مفترٌ ولا حول ولا قوةَ
إلا باللهِ العلي العظيم.
وكان هذا أخر توقيع صدر عن الأمام في الغيبةِ الصغرى ولأهميتهِ نقف
أمام استنتاجات قيمة ذكرها السيدُ الشهيد محمد الصدر في تأريخ الغيبة
الصغرى قائلاً:
قد أكد الأمام (ع)في بيانهِ هذا على أمورٍ مهمةٍ :
أولاً:أخبارهُ بموت السمَرَي في غضونِ ستةِ أيامٍ ..وهو من الأخبارِ بالغيب
ثانياً:نهيهُ عن أن يوصي إلى أحدٍ ليقوم مقامه ويطلع بمهامِ السفارةِ بعد
وفاتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه.
ثالثاً:بقاء القواعد الشعبية منتظرة في كلِ حين متوقعةً ظهوره في أي يوم
وهذا الشعور أذا وجدَ لدى الفرد فأنهُ يحملهُ على السلوك الصالح
وتقويم النفس ليحظى في لحظة الظهور بالزلفى على الأمام المهدي(ع
والقربُ منهُ ولا يكون من المغضوب عليهم لديه أو المبعدين عن
شرفِ ساحتهِ.
رابعاً:الإشارة إلى طول مدة الغيبةُ الكبرى وأنها ستكون طويلةً مديدةً
وما يواجههُ الفرد من بلاءاتٍ وامتحانات صعبةٍ فيها.
خامساً:الإشارة إلى قسوةِ القلوب .والمراد منهُ ضعف الدافع الإيماني
والشعور بالمسؤولية .
( حبيبي) أسأل نفسك هل قلبك رحيم أم قاسي؟؟
فإذا كان رحيماً فأحمد الله وشكره وإذا كان قاسياً هل سعيت إلى جعل
الرحمة فيه. وقد شكا رجل إلى رسولِ اللهِ(ص)قسوةَ قلبه.. فقال له(ص)
ترحـــــــــــــــــــــــم على الأيتام
هل صنعنا هذا الفعل...؟؟هل أقبلنا على تليين قلوبنا القاسية؟؟؟
سادساً:الإشارة إلى امتلأ الأرض جوراً..والسر في امتلأ الأرض بالظلم
والجور هو فشل أكثر البشر في الامتحان الآلهي خلال الغيبةُ
الكُبرى ..فهُناك جيوشٌ من الشهواتِ والانحرافات تساهم في ملأ
الأرض ظلماً ويقف على رأسِ هؤلاء الثالوث المشئوم
أمريكا ...إسرائيل...بريطانيا...
سابعاً:من الأمورِ التي يُشير أليها الأمام المهدي(ع)في التوقيع أثبات حدوث السفياني والصيحة وأنهُ أمرٌ حق لا محيصَ عنهُ قبيلَ خروج المهدي(ع)
(ثامناً) إن من أدعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب
مفتر..والمراد بهِ من يدعي دور السفير ومهامه ويُريد أن يبلغ
القواعد الشعبية فنقولُ لهُ أنت كاذب
لا يوجد سفراء في الغيبةِ الكُبرى أطلاقاً .أما المشاهدةُ وأخبارها
سنوردها بالشواهد القطعية الدالة على كون الشخص المرئي
هو الأمام المهدي(ع)وفق أطروحة خفاء العنوان..
ولرَب سائلٌ يسأل :ماهي الغايةُ من الغيبةِ الصغرى ؟؟هي مقدمةٌ صحيحةٌ
للغيبةِ الكبرى من أثباتِ وجودِ الأمام (ع)وتثبيت صلة الوصل بينهُ
وبين قواعدهُ الشعبية وحفظ الكيان الإيماني وإصدار الرسائل والتوقيعات ليكون التحرك وفق أسسٍ علميةٍ ناضجةٍ وهذا ما حدث واقعاً.
وبعد ذلك نطرحُ السؤال الأتي: ماهو السر الأساسي لغيبةِ المهدي (ع)
وما هي العلةُ من ذلك؟؟
وقبل الإجابة على ذلك نقول:اقتضت الحكمةُ الإلهيةُ للغيبةِ الكُبرى
احتجاب الأمام(ع)وأنهُ فعلاً موجودٌ وفق أطروحةِ خفاءَ العنوان
ومعناها أن الناسَ يرونَ الأمامَ بشخصهِ بدون أن يكونوا عارفينَ
أو ملتفتين إلى حقيقتهِ .والأخبارُ في ذلك كثيرة ومتواترة..
فقد أخرج الشيخ الطوسي في الغيبةِ عن السفير الثاني الشيخ محمد بن
عثمان العمري أنهُ قال:واللهِ أن صاحب هذا الأمر ليحضر المواسم كُل
سنةٍ يرى الناس ويعرفهم ويرونهُ ولا يعرفونهُ
( مولاي العزيز )
المهدي(ع)يرانا ويعرفنُا فهل قدمنا لهُ مايرضيه ؟؟
أسألُ اللهَ تعالى أن يجعلني وإياكم من الممهدين لدولتهِ الكريمة
ومن المستشهدين بين يديه ..
وأسألكم الدعاء والفاتحة إلى روح السيد الشهيد الصدر
ونجليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه